تشهد اليونان انتعاشًا قويًا في السياحة الصيفية

بعد عامين من الإغلاق، يشهد قطاع السياحة في اليونان عودة قوية، مما يشير إلى عام قياسي قد يتجاوز مستويات ما قبل الوباء.

مع وصول مليون زائر أسبوعيًا إلى اليونان، فقد تجاوزت بالفعل بعض الوجهات – مثل جزر سيكلاديك الشهيرة في البلاد حيث تجاوز عدد الزائرين ثلاثة ملايين حتى الآن هذا العام – مستويات ما قبل الجائحة. استقبل أكروبوليس، المعلم الأكثر شهرة في البلاد، 16000 سائح يوميًا هذا الصيف.

مع قراها البيضاء ومناخ البحر الأبيض المتوسط المشمس، تعد اليونان واحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم. في السنوات التي سبقت جائحة فيروس كورونا، كان قطاع السياحة اليوناني، الذي يمثل ما يقرب من خمس الناتج المحلي الإجمالي، ينمو بسرعة. في عام 2019، أي العام الذي سبق تفشي الوباء، استقبلت اليونان رقمًا قياسيًا يبلغ 33 مليون زائر وحققت إيرادات قياسية بلغت 18 مليار يورو. يقدر خبراء الصناعة أن عائدات السياحة لهذا العام قد تصل إلى 20 مليار يورو.

بينما ساهم الطلب المكبوت لمدة عامين في وصول الزوار هذا العام، يستفيد قطاع السياحة اليوناني أيضًا من العديد من الاتجاهات الهيكلية طويلة المدى. على مدى السنوات القليلة الماضية، عملت سلطات السياحة اليونانية على تمديد ذروة موسم الصيف في البلاد وتحويل البلاد إلى وجهة على مدار العام. وهذا العام، على سبيل المثال، بدأت الرحلات الجوية الدولية المباشرة إلى اليونان في شهر مارس، أي قبل شهرين من المعتاد، في حين أن وصول السفن السياحية بدأ أيضًا في وقت سابق ووصل الآن إلى عمليات رحلات تصل إلى 10 أشهر.

في الوقت نفسه، استمر النشاط الاستثماري في قطاع الضيافة اليوناني بلا هوادة خلال العامين الماضيين، مما يعكس ثقة المستثمرين في الآفاق طويلة الأجل لقطاع السياحة اليوناني. منذ عام 2019، فتح حوالي 150 فندقًا جديدًا – معظمها في فئة 4 و5 نجوم – أبوابها في جميع أنحاء البلاد. ومن المقرر أن يتم تطوير العشرات من الفنادق الأخرى.

يساعد الاستثمار في أماكن الإقامة الراقية، إلى جانب التحسينات الأخرى في البنية التحتية للسياحة في اليونان، القطاع على جذب المزيد من الزوار الأثرياء. وتشير البيانات الأولية إلى أن إنفاق المسافرين هذا العام ارتفع بنحو 9٪، مما يشير إلى تحول في منتج السياحة اليوناني وجعله أكثر انسجامًا مع الوجهات المتوسطية الأخرى.